ينقسم الحديث من حيث القبول والرد إلى قسمين :
الأول : صحيح ( الصحيح ,, الحسن )
الثاني : غير صحيح ( الضعيف ,, الموضوع )
الحديث الصحيح
لغة : ضد السقيم
اصطلاحاً : هو ما أتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة
شرح التعريف
1- اتصال السند : معناه ان كل راو من رواته قد اخذ الحديث عمن فوقه من أول اليند إلى منتهاه
2- عدالة الرواه : أتصاف كل راو من رواته بكونه مسلما بالغاً عاقلاً غير فاسق وغير مخروم المروءة
3- ضبط الرواة : أي ان كل راو من رواته كان تام الضبط ( إما ضبط صدر او ضبط كتاب )
4- عدم الشذوذ : الشذوذ مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه
عدم العلة : أي لا يكون معلولاً
5- والعلة : هي قادح خفي قدح في صحة الحديث الذي ظاهره السلامة .
شروط الحديث الصحيح
اتضح من شرح التعريف ان للحديث الصحيح خمسة شروط :
اتصال السند ,, عدالة الرواة ,, ضبط الرواة ,, عدم العلة ,, عدم الشذوذ , فإذا اختل شرطاً من الشروط فلا يسمى الحديث صحيحاً .
مثاله
ما أخرجه البخاري في صحيحه قال حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه قال ابيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرا في المغرب بالطور
أسباب كون هذا الحديث صحيح
أولاً: كون سنده متصل : اذ أن كل راو من رواته سمعه من شيخه .
والعنعنة الموجوده بالسند فمحمولة على الاتصال
ثانياُ : كون الرواة عدول ضابطون : وهذا يعرف بالرجوع إلى أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل . وهي كالتالي :
عبدالله بن يوسف : ثقة متقن
مالك بن انس : إمام حافظ
ابن شهاب الزهري : فقيه حافظ متفق على جلالته واتقانه
محمد بن جبير : ثقة
جبير بن مطعم صحابي
ثالثاً لانه غير شاذ
رابعاً : وكونه خالٍ من العلل
حكم العمل به
يجب العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يعتدُ به من الأصوليين والفقهاء فهو حجة من حجج الشرع لأيسع المسلم ترك العمل به .
============
الفائدة الأولى
ذكرنا في البداية ان الحديث المقبول ينقسم إلى قسمين وهما ( الصحيح والحسن )
وبقي ان نقول ان الصحيح ينقسم إلى قسمين صحيح لذاته وصحيح لغيره ,
وما ذكرناه من كلام حول الحديث الصحيح إنما هو الصحيح لذاته .
وأما الصحيح لغيره فهو ( الحديث الحسن لذاته إذا تعددت طرقه ) .
ويعرفون العلماء الحديث الحسن بإنه هو الحديث الصحيح إذا فقد شرطا من شروط الحديث الصحيح وهو ( ضبط الرواه )
وقد قيل :
والحسن المعروف طرقاً وغدت ### رجاله لا كالصحيح أشتهرت
=========
أما قضية انقسام الحديث من حيث القبول والرد فهو كما ذكرت ينقسم إلى قسمين:
1- المقبول بأقسامه الأربعة: (الصحيح لذاته والصحيح لغيره - كما ذكرت إنه الحسن لذاته إذا تعددت طرقه - والحسن لذاته والحسن لغيره - وهو الضعيف إذا تعددت طرقه- )
2- المردود وهو ما خرج عن هذه الأقسام التي ذكرنا قريباً وهو أقسام كثر.
قال البيقوني:
وكل ما عن رتبة الحسن قصر = فهو الضعيف وهو أقسام كثر.
ويقول العراقي في ألفيته:
وعدَّه البستي فيما أوعى = لتسعة وأربعين نوعا.
وأما عن الحديث الموضوع فبعضهم لم يدخله في الحديث أصلاً ولذلك من الجيد أنك أفردته عن الضعيف مع أني لم أر من سبقك بهذا.
يقول الصنعاني في قصب السكر في تعريف الحديث الصحيح:
وهو بنقل العدل ذي التمام = في ضبط ما يروي عن الأعلام
متصلاً إسناد ما يرويه = لا علَّةٍ ولا شذوذ فيه
يدعى الصحيح في العلوم عرفا = لذاته وإن نظرت الوصف
وجدت فيه ثابتاً وأثبتا = لأجل هذا قدموا ما قد أتى
عن البخاري من صحيح ألفا = وبعده لمسلم مصنفا
إلى آخر ما ذكر.
ويقول العراقي في ألفيته:
وأهل هذا الفن قسموا السنن = إلى صحيح وضعيف وحسن
فالأول المتصل الإسناد = بنقل عدل ضابط الفؤاد
عن مثله من غير ما شذوذ = و علِّة قادحة فتوذي
وبالصحيح والضعيف قصدوا = في ظاهر لا القطع والمعتمدوا
إمساكنا عن قولنا على سند = بأنه أصح مطلقا وقد
خص به قوم فقيل مالك ............ الخ.
وعلى هذا التعريف الذي ذكره العراقي ملاحظة لا نريد الإطالة بذكرها.
وعلى العموم هناك شروط أخرى مختلف فيها للصحيح وليس المقام مقام إطالة.
وأما تعريف العدالة: فالعدل صفة تحمل صاحبها على فعل الحسن وترك القبيح ويقال فلان عدل أي متصف بالعدالة.
قال الشيخ حافظ الحكمي في دليل أرباب الفلاح : (والمراد بالعدل: من له ملكة تحمله على ملازمة التقوى والمروءة. والمراد بالتقوى: اجتناب الأعمال السيئة من شرك أوفسق أو بدعة). اهـ.
والضبط كما ذكرت:
والضبط ضبطان بصدر وقلم = فالأول الذي متى يسمعه لمْ
ينسَ فحينما يشا أدَّاه = مستحضراً لفظ الذي وعاه
والثاني من سِفرِه قد جمعه = وصانه لديه منذ سمعه
حتى يؤدي منه أي وقت = ..........الخ
وأما قولك بالغاً أخي الحبيب فالراجح في تحمُّل الصبي الذي لم يبلغ الحلم وكذلك تأديته للحديث مقبولة.
وأما ما ذكرت أخي الحبيب في استشهادك ببيت البيقوني:
والحسن المعروف طرقاً وغدت ### رجاله لا كالصحيح أشتهرت
فهذا تعريف آخر من تعريفات الحسن حيث أن تعريفاته كثيرة ولكن الذي استقر عليه الاصطلاح بعد ذلك هو ما ذهب إليه ابن حجر في النخبة وقد تبع بعض من قبله بذلك فعرفها بما ذكرت في تضاعيف كلامك وليس ببيت البيقوني.
ولإتمام الفائدة أذكر بيت الصنعاني في الحسن حيث يقول:
وبعد ذا شرطهما وإن من = يخف ضبطاً فالذي يروي الحسن
لذاته وقد يصح إن أتت = طرقٌ له بكثرة تعددت
ولن أذكر أبيات العراقي هنا سبب ذكره للخلاف وهذا ليس مقام ذكر الخلاف في الحديث الحسن أو غيره بل هذا لأهل التخصص