مــــنــــــتــــــــديـــــــــات الـــــــــمـــــــــــوحـــــــــــديـــــــــــــــــــــن
مــــنــــــتــــــــديـــــــــات الـــــــــمـــــــــــوحـــــــــــديـــــــــــــــــــــن
مــــنــــــتــــــــديـــــــــات الـــــــــمـــــــــــوحـــــــــــديـــــــــــــــــــــن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مــــنــــــتــــــــديـــــــــات الـــــــــمـــــــــــوحـــــــــــديـــــــــــــــــــــن


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعريف الدعوة ، وبيان فضلها ، وحاجة الناس إليها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حكيم القرباص
مدير المنتدى
مدير المنتدى
حكيم القرباص


عدد المساهمات : 122
نقاط : 4940
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 29/04/2012
العمر : 37
الموقع : https://almowahidin.3rab.pro/u1

تعريف الدعوة ، وبيان فضلها ، وحاجة الناس إليها Empty
مُساهمةموضوع: تعريف الدعوة ، وبيان فضلها ، وحاجة الناس إليها   تعريف الدعوة ، وبيان فضلها ، وحاجة الناس إليها Emptyالأحد أبريل 29, 2012 10:15 pm

التعريف بالدعوة، فضلها، وحاجة الناس إليها





إعداد الطالب:

الحاج كويتا

المبحث الأول
التعريف بالدعوة في اللغة
للدعوة في اللغة عدة مفاهيم وإطلاقات، ذكرها أهل الفن في كتبهم ومن ذلك ما يلي:
يقول ابن فارس: "الدال والعين والحرف المعتل أصل واحد، وهو أن تُميل الشيء إليك بصوت وكلام يكون منك"( ).
ويقول الزمخشري: "دعوت فلانا: ناديته وصحتُ به، والنبي داعي الله، وهم دعاة الحق ودعاة الباطل ودعاة الضلالة"( ).
ويقول ابن منظور: "الدعوة: المرّة الواحدة من الدعاء... ودعا الرجل دعوا ودعاءاً: ناداه، والاسم: الدعوة. دعوت فلاناً أي صحت به واستدعيته....." ( ).
وملخص القول أن الدعوة لها في اللغة عدة معان، وهي مشتقة من الفعل دعا، والاسم: الدعوة، والقائم بها يُسمى: داعية، وهي تفيد: إمالة شيء ما إليك بصوت وكلام ويكون منك بحق أو باطل، ومن معانيها: "الطلب والحث على شيء والسوق إليه النداء"( )
قال تعالى: ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ( ) أي حث على عبادته. ( )
وقال تعالى: ﭽ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ( ) أي يناديكم ويطلبكم.
التعريف بالدعوة في الاصطلاح
عرفت الدعوة بعدة تعاريف اصطلاحية، وذلك قد يرجع إلى أمرين:
1- سعة مفهوم الدعوة، وشمول دلالته، وعمق محتواه.
2- تنوع تعابير العلماء والكتّاب والمؤلفين لمعنى الدعوة وذلك راجع لاختلاف مشاربهم ونظراتهم وأفهامهم"( )
ومن تلك التعاريف المتعددة للدعوة في الاصطلاح ما يلي:
أولا: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: الدعوة إلى الله هي: الدعوة إلى الإيمان به، وبما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا، وذلك يتضمن الدعوة إلى الشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج البيت، والدعوة إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، والإيمان بالقدر خيره وشره، والدعوة إلى أن يعبد العبد ربه كأنه يراه"( ).
ثانياً: وقيل في تعريفها هي: "حث الناس على الخير والهدى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليفوز بسعادة العاجل والآجل"( )
ثالثاً: وقيل: "والمقصود بالدعوة إلى الله الدعوة إلى دينه وهو الإسلام"( ).
رابعاً: وقيل هي: "تبليغ الناس جميعا دعوة الإسلام وهدايتهم إليها قولا وعملا في كل زمان ومكان بأساليب ووسائل خاصة تتناسب مع المدعوين على مختلف أصنافهم وعصورهم"( )
وقال عبد الرحيم المغذوي في تعريف الدعوة هي: "قيام الداعية المؤهل بإيصال دين الإسلام إلى الناس كافة، وفق منهج القويم، وبما يُناسب مع أصناف المدعوين، ويلائم أحوال وظروف المخاطبين في كل زمان ومكان"( ).
والمتأمل في التعاريف الاصطلاحية السابقة للدعوة يجد أنها "ليست من باب الحدود، وإنما هي رسوم لها، وهي كذلك تختلف شمولا وقصورا نظر المعرف لها"( ).
وكما يلاحظ على تلك التعريفات المتعددة للدعوة: "أنه لا منافاة بينها، فليست من باب اختلاف التضاد، لكنها من باب اختلاف التنوع فكل تعريف للدعوة من هذه التعاريف عني بجانب من جوانب الدعوة وركّز عليه"( )
المبحث الثاني
فضل الدعوة إلى الله
للدعوة إلى الله فضائل جمة وعديدة، ومن تلك الفضائل ما تأتي( ):
1- تعلق الدعوة بالله تعالى، ونسبتها إليه سبحانه دون سواه، ويكفي هذه الدعوة شرفاً وفضلاً وعلواً، قال تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭼ( ) وقال تعالى: ﭽ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨﭼ( )
2- أنها وظيفة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام والفضلاء والأخيار من بعدهم، قال تعالى: ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ( ) وقال تعالى: ﭽﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ( )
3- ومن فضائل الدعوة إلى الله تعالى كونها دالة على الخير ومرشدة إلى أوصاف الكمال والفضل الديني والأخروي ومستتبعة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى: ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤﭼ( )
4- ومن فضائل الدعوة إلى الله تعالى كونها ضرب من أضرب الجهاد بمفهومه الواسع، كما قال تعالى: ﭽ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﭼ( )
يقول الإمام البيضاوي رحمه الله: في تفسيره للآية الكريمة: "إن مجاهدة السفهاء بالحجج أكبر من مجاهدة الأعداء بالسيف"( )
5- ومن فضلها كونها سببا من أسباب نصر الأمة الإسلامية، وعزّتها ورفعة كلمتها بين الأمم، وذيوع صيتها، وتنامي أتباعها، ولفت أنظار العالم، وزرع مواطئ أقدام لها في أصقاع الدنيا، قال تعالى: ﭽ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ( )
6- ومن فضائل الدعوة إلى الله كذلك جزيل ثوابها، وعظيم أجر العاملين عليها، ورفعة مكانتهم وعلو شأنهم في الدنيا والآخرة، وذلك لما يقوم به الدعاة من خدمة للإسلام والمسلمين.
قال تعالى: ﭽ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﭼ( )
وقال تعالى: ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭼ( ) .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : "نضّر الله امرءا سمع منّا شيئاً فبلّغه كما سمع، فربّ مبلغ أوعى من سامع"( )
7- ومن فضائل الدعوة إلى الله تعالى اهتمامها البالغ بصيانة عقيدة المسلم وعباداته ومعاملاته وأخلاقه, وتأثيرها في حياة الناس، فهي السياج الواقي الذي يحفظ المجتمع من التيارات الخارجية المنحرفة فكرياً واجتماعياً وغيرها، كما تبرز فضيلة الدعوة في تحصينها للمجتمع المسلم من الهجمات الشرسة التي يشنّها أعداء الإسلام على الدين الإسلامي الحنيف وعلى الأمة الإسلامية ورفع الأذى والشرور عن ميراث المسلمين وتاريخهم المجيد والدفاع عن قضايا المسلمين في كل مكان من أرجاء العالم"( )
وهذا العمل النبيل الذي تقوم به دعوة الإسلام ودعاته إنما هو من الولاية فيما بينهم والتآخي الذي تفرضه العقيدة والتواصي الذي نادى به الإسلام، قال تعالى: ﭽﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ( ) وقال تعالى: ﭽ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﭼ( ).

المبحث الثالث
حاجة البشرية إلى الدعوة لا سيما في واقع الحياة المعاصر.
(إن المتأمل في مجمل العلاقات الإنسانية يرى أنه لا بد لها من عقيدة تؤمن بها وشريعة تحكمها، وحدود تقف عندها، وآداب تجملها وتكملها ونظم تعمل من خلالها، وتفسير لحياة وإخبار عن مآلها ونهايتها، وهذا ما تتضمنه دعوة الإسلام الخالدة، فالحاجة إلى الدعوة الإسلامية 0 إذاً- ضرورية وشديدة، وذلك( ) ( لأن العقول البشرية لا تستطيع وحدها إدراك مصالحها الحقيقية التي تكفل لها السعادة في الدنيا والآخرة، كما أنها لا تهدي وحدها إلى أن تميّز الخير من الشر، فكثيراً ما يبدو لها الشر في لباس الخير فتقع فيه، وكثيراً ما ظهر لها الخير في صورة الشرّ فأعرضت عنه) ( ).
(والناظر في أحوال المجتمعات البشرية المعاصرة يجد العديد من الانحرافات والانتهاكات والنقائص والعيوب كفشو الشرك وشيوع الإلحاد وإهدار القيم الروحية مما تسبب عنه تدهور الأخلاق ونضوب معين الفضائل واعتبار القوة هي محور العلاقات وتقديسها دون مراعاة للحق والعدل بين الأمم والشعوب.
كما يلاحظ المرء في العالم المعاصر اليوم اشتعال الحروب في كل مكان ... مما جعل الناس أن يعيشون في جو يسوده القلق والاضطراب) ( )
ومهما حاول الناس أن يتلمسوا مخارج لهم من التيه الذي يعيشون فيه، والضياع الذي يتخبطون في دياجيره فلن يجدوا مصباحا يضيء لهم الطرقات كالإسلام، ولا هادياً لهم إلى الخير والفضل كدعوة التوحيد، قال تعالى: ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌﮍﭼ( ).
ومما يؤكد حاجة البشرية اليوم إلى الدعوة الإسلام وجود (ما يزيد عن أربعة آلاف مليون إنسان لا يدينون بالإسلام، ومن هؤلاء ألوف مؤلفة لم تبلغهم الدعوة إطلاقا وبلغتهم في صورة مشوهة) ( )
وكل أولئك البشر يحتاجون إلى نور الله وإلى ضيائه لإنقاذهم من ظلمات الجهل إلى التوحيد ومن الخرافة إلى العلم.
وكل ذلك يلقي بتبعاته على الدعاة إلى الله في هذا العصر وما ينبغي عليهم من جهد في أن يتابعوا تبليغ هذا الدين، فالعالم كله في أشد الحاجة إلى من يبصرهم بدين الإسلام وإلى من يعلم عقيدته وأحكامه من العادلة....) ( ) قال تعالى: ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ( )




المبحث الرابع
خصائص منهج الدعوة
أولا: تعريف الخصائص لغة:
يقال: خصه بالشيء يخصه خصّاً وخصوصاً وخصوصية، والفتح أفصح....
ويقال: اختص فلان بالأمر وتخصص له إذا انفرد. ( )
ثانياً: تعريف خصائص منهج الدعوة.
هي: "الأمور التي ينفرد بها منهج الدعوة عن غيره من مناهج الدعوات الأخرى"( )
والناظر في خصائص منهج الدعوة يجدها عديدة كذلك، ,هذه الخصائص تدل على ما لمنهج الدعوة من سموّ ورفعة وقوة ثبات وإحكام وخير للناس، وهي كالتالي على وجه الاختصار.

المطلب الأول: الربانية:
إن من أبرز خصائص منهج الدعوة كونه ربانيا في جميع أموره وشؤونه ومتعلقاته، ,ليس محرفاً أو بشرياً أو ملحداً.
وربانية منهج الدعوة تتضح من خلال محاور عدة منها:
‌أ- ربانية المصدر والمنبع.
‌ب- ربانية الاعتقاد والتشريع.
‌ج- ربانية الغاية والوجهة.
‌د- ربانية المخاطبة والتأثير.
‌ه- ربانية الفهم والاستدلال.
والربانية لا تحتاج إلى إثبات في حياة الإنسان، فكل شيء ينطق بوجود رب خالق، قال تعالى: ﭽ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﭼ( )، والمتأمل في كتاب الله تعالى يجد الإشارة الربانية وكونها خصيصة عظيمة من خصائص منهج دعوة الإسلام قال تعالى: ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ( )
ﭧ ﭨ قال تعالى: ﭽ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﭼ( )

المطلب الثاني: الفطرية:
منهج الدعوة القويم فطري، وهذه الخصيصة واضحة في كل معطياتها ومستلزماتها.
والمقصود بالفطرة لغة: الابتداء والاختراع والخلق( ).
وأما المقصود باصطلاح خصيصة الفطرة في منهج الدعوة فهي: اشتمال منهج دعوة الإسلام على كل ما يناسب خلقة الإنسان وتلبي احتياجاته، وتفي بمستلزماته وتراعي نفسيته أثناء مخاطبته. ( ) قال تعالى: ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﭼ( ).
وفطرية منهج الدعوة واضحة كل الوضوح، ويختلف عما ذهبت إليه كثير من العقائد والشرائع والتيارات الأخرى التي لم تراع فطرة الإنسان من حيث تلبية رغباته، وإشباع غرائزه بالطرق المشروعة، كما أن منهج الدعوة لم يُحجّر على فطرة الإنسان ولم يحرمها فيما اطلع إليه، وتفكر فيه، وتتمنى الوصول إليه، بل دفعها على ذلك برفق وتأنٍّ ووفق الضوابط المشروعة، قال تعالى: ﭽ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭼ ( ).
المطلب الثالث: الكمال
تعد خصيصة الكمال من أهم خصائص منهج الدعوة.
ويعني الكمال لغة: من كمل الشيء إذا أتمّه وأجمله.( )
كما يعني الكمال في الاصطلاح العام: الانتهاء في الفضل والجمال إلى غاية ليس
وراءها مزيد من كل وجه.
أمال المقصود بالكمال في المنهج الدعوي اصطلاحاً: فهو يعني: "بلوغ منهج الدعوة الغاية في الفضل والجمال في جميع الجوانب" وتفوّقه على غيره في سائر المجالات"( )
إن أصول هذا المنهج وركائزه وأساليبه ووسائله وطرق مخاطبته للناس قد بلغت القمة في الكمال والجمال والأثر الطيب، قال تعالى: ﭽ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﭼ ( ) .
المطلب الرابع: الشمول:
يمتاز منهج الدعوة الإسلامية بخصيصة الشمول، والمقصود بالشمول لغة: مأخوذ من الفعل الثلاثي ((شمل)) ومن معانيه: الإحاطة والعموم( )، وأما المقصود بالشمول في منهج الدعوة اصطلاحاً: فهو إحاطة منهج الدعوة بكل احتياجات الإنسان، ووفائه لكل متطلبات عملية الدعوة. ( )
قال تعالى: ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﭼ ( )
وقال تعالى: ﭽ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭼ ( )
يقول الخازن في تفسيره لهذه الآية الكريمة: "تبياناً لكل شيء يعني من أمور الدين إما بالنص عليه أو بالإحالة على ما يوجب العلم به من بيان النبي لأن النبي  بين في القرآن من الأحكام والحدود والحلال والحرام وجميع المأمورات والمنهيات، وإجماع الأمة فهو أيضاً أصل ومفتاح لعلوم الدين" ( )
المطلب الخامس: الوسطية:
للوسطية أهمية بالغة، حيث تعدّ أوثق خصائص منهج الدعوة وتعني الوسطية في اللغة: العدل والفضل والخيار. ( )
وأما الوسطية في منهج الدعوة فتعني اصطلاحاً: اشتمال منهج الدعوة على كل أوصاف الخير ومحمود الصفات وعلو القمة وفضل الهدف، والتزام الطريق المستقيم في دلالة الناس على الدين وطلب دخولهم فيه مع البعد تماماً عن أي انحراف أو شطط أو غلوّ. ( )
قال تعالى: ﭽ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭼ( ) .
المطلب السادس: التوازن:
من خصائص منهج الدعوة الأقوم: التوازن في كل شيء من شؤونه، وفي كل مسألة من مسائله، وفي كل منحى من مناحيه.
ويفيد التوازن لغة: البناء الذي يدل على تعديل واستقامة. ( )
وأما التوازن في منهج الدعوة اصطلاحا فيمكن تعريفه باستقامة منهج الدعوة على طريق الحق وبناء الحياة بناءا محكماً والاعتدال في النظرة، والتوجه في دعوة الناس بتناسق. ( ) قال تعالى: ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴﭼ( ).
المطلب السابع: الوضوح:
يعد الوضوح خصيصة هامة من خصائص منهج الدعوة تميز عن غيره من سائر
المناهج والدعوات ومعنى الوضوح لغة: مأخوذ من الفعل (وضح) الذي يدل على ظهور الشيء وبروزه، ووضح الشيء أبان، ووضح الطريق: محجّته( ).
ويمكن تعريف الوضوح في منهج الدعوة اصطلاحاً بأنه: استنارة طريق منهج الدعوة وبيان أهدافه وبروز معانيه، وعدم خفاء أساليبه ووسائله. ( )
قال تعالى: ﭽ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﭼ( ) وقال تعالى ﭽ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ( )
المطلب الثالث: الرحمة:
تعتبر الرحمة خصيصة من خصائص منهج الدعوة بل تلازمه ملازمة تامة، وذلك لكون دين الإسلام كله رحمة للخلق، ويقصد بالرحمة لغة: الرقة والتعطف، والمغفرة( ).
والمقصود الاصطلاحي بالرحمة في مجال منهج الدعوة: اشتمال الدين الإسلامي الحنيف على الرقة والعطف بالخلق، ودعوتهم بكل مسلك فاضل طيب مع عدم الإساءة
إلى أحد من الناس( )
قال تعالى: ﭽ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ( )
وقال تعالى: ﭽ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭼ( )
المطلب التاسع: العالمية
تعد العالمية خصيصة ظاهرة من خصائص منهج الدعوة، وذلك لعموم دعوة الإسلام لجميع الخل. واتصاف طرق مخاطبته للناس بصفات السمو والرفعة والعلو. والعالمية لغة مشتقة من الفعل: (علم) والعالم: الخلق، والجمع العوالم والعالمون: أصناف الخلق( )
وأما المقصود بخصيصة العالمية في مجال الدعوة فهو: مخاطبة منهج الدعوة الإسلامية لجميع أصناف العالم، وإرادة الخير لكل الناس، بما يحمله هذا الدين من مضامين عالمية صالحة لكل زمان ومكان.
قال تعالى: ﭽ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﭼ( )
ومن السنة: ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي  قال: "أعطيت خمساً لم يُعطهن أحد قبلي" وذكر منها: "وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثتُ إلى
الناس عامة"( ).
المطلب العاشر: الخاتمة.
تعد خصيصة الخاتمة من خصائص منهج الدعوة الإسلامية العظيمة.
والخاتمة لغة: مأخوذ من الفعل: ختم، نختمه ختماً ختاماً، ومن معاني الفعل ختم: التغطية على الشيء. والاستيثاق من أن لا يدخله شيء( ).
وأما المقصود بالخاتمة في الاصطلاح المنهجي في الدعوة فهو: انتهاء جميع الدعوات بدعوة الإسلام وعدم شرعية أية دعوة بعدها، وكون منهج الدعوة آخر المناهج وأعظمها هيمنة لصلاحه وفضله( ). قال تعالى: ﭽ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﭼ( )
وفي السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال: "فضلت على الأنبياء بستٍّ: أوتيت جوامع الكلم، وأرسلت إلى الخلق كافة، وخُتم بي النبيون"( )
ونخلص من ذلك: إلى أن خصيصة الخاتمة من أظهر وأوضح خصائص منهج الدعوة الإسلامية الغراء وهذا ما ينبغي للدعاة أن يولوه أهميته وعنايتهم وقيامهم بإيصال الدعوة إلى الناس كافة عن طريق الأساليب المشروعة الممكنة تحقيقاً لقوله تعالى: ﭽ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭼ( )

المبحث الخامس:
قواعد منهج الدعوة وأسس الدعوة اختصاراً.
1- العلم والبصيرة في الدعوة, قال تعالى: ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ( )
2- الاتباع وترك الابتداع في الدعوة، قال تعالى: ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ( )
3- العقيدة أساس الدعوة ومنطلقها، قال تعالى: ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﭼ( )
4- الإسلام يجبّ ما قبله، "يا عمرو أما علمت أن الإسلام يجبّ ما قبله من الذنوب"( )
5- توحيد منهج الدعوي وعدم تعدده وتجزئته. قال تعالى: ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼ( )
6- التعاون لا التهاون في ميدان الدعوي، قال تعالى: ﭽ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ( ) وقال تعالى: ﭽ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﭼ( )
7- مصالح الدعوة العامة مقدمة على الخاصة.
8- التدرج في الدعوة.
9- الائتلاف أولى من الاختلاف في مسائل الدعوة.
10- مخاطبة الناس على قدر عقولهم وأفهامهم.
وهذه هي أسس الدعوة إلى الله على سبيل الإيجاز[/font]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almowahidin.3rab.pro
 
تعريف الدعوة ، وبيان فضلها ، وحاجة الناس إليها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل التوحيد ، وأهية البدء به في الدعوة إلى الله.
» تعريف التوحيد عند أهل السنة والجماعة ، ومفهومه عند أهل البدع والأهواء.

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــنــــــتــــــــديـــــــــات الـــــــــمـــــــــــوحـــــــــــديـــــــــــــــــــــن  :: الفئة الأولى :: منتدى : الدعوة والإرشاد-
انتقل الى: